الثلاثاء، 16 مايو 2017

الرحمة لغةً 2


تحدث بيل والش، محرر سابق في جريدتي واشنطن بوست وواشنطن تايمز، في كتبه عن أسباب انتشار الأخطاء اللغوية في عصرنا الحالي. ورغم أن حديث السيد والش ارتكز على اللغة الإنجليزية، إلا أن النقاط التي اخترتها غالبا تنطبق على أي لغة. فقد أوضح قائلا:
"قبل ظهور الشبكة الإلكترونية، كانت مصادر القراءة المتواجدة من جرائد ومجلات تخضع لتحرير دقيق قبل نشرها". أمر هام جدا من أجل القراء، فالمفترض أنه بإمكان أي شخص الاعتماد على هذه المصادر لمعرفة الأسلوب والاستخدام الصحيح للغة. أما الآن وبعد انتشار الحياة وازدهارها في العالم الافتراضي الجديد، والذي أصبح الواجهة الأولى في أغلب المجالات، إن لم يكن جميعها. تيسر أمر الكتابة والنشر وجلب القراء "فأصبح الجميع ناشرين. وفقدنا عنصر التنقية الضروري لضمان جودة اللغة." وأضاف "كما افتقدنا كذلك قابلية انتقاء المعلومات الصحيحة من بين الكثيرة المؤلفة، وما لا يليق نشره للعامة. وضعفت صلاحيات شرطة اللغة"
" ولكن من نتائج ما ذُكر، أن النشر الخالي من التدقيق يسر لنا إدراك حجم الفجوة المتواجدة ما بين اللغة الصحيحة والاستخدام المنتشر بين العامة"
بإمكان القارئ استعراض التغريدات المنشورة تحت أي وسم لكي يرى الأخطاء في الإملاء والأسلوب، وليس فقط من الفئة العمرية الصغيرة، هذا وسيكون سعيد الحظ إن وجد وسما خاليا من الأخطاء في الأصل.
المحررون مهمون جدا رغم عدم تودد الناس لوظيفتهم، قد يكون ذلك لأنهم يذكروهم بذلك المعلم المتعجرف الذي كان يصحح أخطاءهم في المدرسة والذي كرهوه بالتأكيد، أمر بديهي وشر لا بد منه إن صح التعبير (فنحن لا نريد لكم وللغة إلا الخير) كما أراد لكم ذلك المعلم – فتذكروه بدعوة جميلة اليوم.
من الأخطاء الأخرى التي يجب ذكرها اعتماد الكثيرين على أي موقع يسمي نفسه معجما أو مصدر لغوي. ومن أسوأ ما يمكنك الدفاع به عن أخطائك اللغوية استشهادك بما نشر على موقع على الشبكة، أو إعلان أو أي منشور لا يتعرض لتدقيق محكم.
يقول والش "مهما تغيرت أساليب التواصل التي نستخدمها، ستظل القاعدة ثابته:
عند الحاجة للتأكد من أمر لغوي عليك أن تفتح أحد المعاجم اللغوية المعروفة"
(المقصود معجم ورقي ثقيل وليس من الشبكة)

سوزان الخضير
________________________
الأجزاء "المترجمة" من كتاب
Lapsing Into a Comma, Bill Walsh

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق