الاثنين، 19 سبتمبر 2016

وصفة للصحة... فرانسيس بيكون (1561-1626)




من مقالات بيكون التي كتبها في مواضيع متنوعة، وصفة للصحة...

ثمة حكمة عن الصحة تفوق قواعد التداوي: ملاحظة الرجل لنفسه، ملاحظة الرجل لما يجده مناسب لجسمه وما يجد منه ألما هو أفضل وصفة للمحافظة على الصحة. مِن الأسلم أن تقول "هذا لم يناسبني لذا لن أستمر عليه" من قولك "لا أرى بأسا من هذا لذا يمكنني أن أستخدمه". القوة في الشباب تُستهلك كثيرا وتكلف الرجل من عمره. كن مدركا لتقدم السنين بك ولا تفكر في الاستمرار بنفس الأعمال، فلن تتمكن من تحدّ العمر.

تجنب إحداث تغير مفاجئ لجزء كبير في غذائك. وإذا كان لظروف قاهرة، فغير الباقي ليتناسب معه. إن من أسرار الطبيعة والأحوال أنه من الأسلم تغيير أشياء كثيرة معا من تغيير شيء واحد فقط. لاحظ عاداتك في الأكل، والنوم، والحركة واللباس وغيرها. وحاول أن تنتهي عن أي عمل يسبب لك ألما، شيئا فشيئا. وإذا وجدت عدم ملاءمة التغيير لك، يمكنك العودة له. فمن الصعب التمييز بين ما يعتبر جيدا وصحيا للعامة، مما هو جيد ومناسب لجسمك على الخصوص.

خلو البال والبشاشة في أوقات الطعام والنوم والرياضة، من أهم أسباب طول البقاء. وكما هو الحال للعواطف والتفكر الذهني، فتجنب الحسد والخوف والتوتر والغضب الذي يدفن للداخل، الأسئلة البسيطة المعقدة، الزائد من السعادة والبهجة، والحزن الذي لا يباح. فكر بالآمال، والمرح بدلا من السعادة، نوّع الأشياء المبهجة بدلا من الإكثار منها. فكّر في العجائب والإعجاب، وكذلك البدائع، الأفكار التي تملأ العقل بالأشياء اللامعة كالتاريخ والقصص والتأمل في الطبيعة.

لو أنك تجنبت التداوي تجنبا تاما، فسوف يكون غريبا على جسمك حين تحتاج إليه. ولو عودت جسمك عليه فلن يكون له أثر كبير حين يحتمه عليك المرض. أوصي بحمية غذائية في فصول معينة بدلا من التداوي المتكرر حتى لا يصبح عادة. فالحميات تحدث تغير أكبر للجسم وأذاها عليه أقل.

لا تبغض أي حادثة تحدث لجسمك لكن أطلب المشورة لها. في مرضك اجعل الصحة مطلبك، وفي صحتك داوم الحركة.

الأطباء؛ بعضهم أصحاب شخصيات سارة ومريحة لمزاج المريض، لا يفرضون العلاج الحقيقي عليه. والآخرون نظاميون يقومون بعملهم كما يفرضه عليهم علمهم لذلك المرض، ولا يحترمون جيدا نفسية المريض. فخذ طبيبا ذو مزاجا بين الإثنين. وإن لم تجد ذلك في رجل واحد، فاجمع بين طبيبين من النوعين. ولا تنسى أن تطلب أكثرهم معرفة بجسمك، كما تطلب أفضلهم سمعة في علمه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق