الجمعة، 25 سبتمبر 2015

خبر الوفاة، كيف تختار الكلمات المناسبة؟


المرة الأولى تكون الأصعب، والمرات التالية لن تقل صعوبة. لكن كيف تختار الكلمات والأسلوب؟

1. اللحظات التي يتلقى فيها الانسان خبر وفاة حبيب له تبقى في ذاكرته للأبد:

 ولا أقصد هنا ارباكك، ولكن تذكرك لهذه المعلومة وحدها ستعينك عندما تجد نفسك بحاجة لمواجهة أهل المريض بأسوأ خبر وأنت متعب من السهر، ملطخ بدم المريض، ومجهد بعد المحاولة الطويلة لانقاذ مريضك، وأيضا مستاء من أهل المريض ذاتهم بسبب تدخلهم في عملك في تلك اللحظات الصعبة (ولا يلام أحدكم في هذا الموقف). لكن كطبيب تجد حاجتك لترك مشاعرك جانبا كثيرة حتى تكمل مهمتك الانسانية. هذه المعلومة قد تنسيك في ثانية كل ما ذكرناه وتذكرك بأن المهم الآن مراعاة حالة الأهل النفسية

2. ضع نفسك مكان أهل المريض. كيف تريد أن تتلقى خبر وفاة حبيبك أو قريبك؟

 بالتأكيد ستقول أنك تتمنى لو أن الخبر يصلك من شخص واضح في كلامه، حنون ومتقبل لردة الفعل منك ويجيب على جميع استفساراتك حول ما حدث. لو عدنا الى حالك الذي وصفناه قبلا ستعلم بأنك تحتاج الى دقائق مع نفسك تطرد فيها مشاعرك السلبية وتستجمع قواك العقلية وكلماتك التي ستستخدمها قبل المواجهة. ونقول دقائق لأن الطبيب لا يجد وقتا أكثر من ذلك في العادة.
لا تنشر الخبر لأي جهة كانت مثل تويتر أو الى صحافيين (حيث يتواجدون لوكان حادث مروري مثلا) حتى يصل الخبر لأهل      المتوفى. من أصعب الأمور أن تسمع خبر وفاة قريب عن طريق الإعلام!

3. فكر جيدا قبل البدء بالكلام:

 بمعرفتك لأقربائك (والدتك، اخوتك ...إلخ)، تعرف أنهم يختلفون في نوع الاهتمام الذي يحتاجونه في موقف كهذا. لذا حين تدخل على أهل المريض قيّم أفراد الأسرة الذين أمامك نظرا لهذه النقطة.
الأفضل اعطاء الخبر وجها لوجه، وان تعسر ذلك فالمكالمة الهاتفية تفي بالغرض.
اطلب منهم التفضل بالجلوس
 الكلمة الأفضل (توفى، مات، قابل ربه، ارتاح من الألم)، والأسلوب الأفضل يعتمد على العائلة (ثقافتها ومجتمعها، لهجتها...الخ) وعليك استعمال حكمتك في ذلك. 
كثير من الناس يحتاجون لسماع كلمة (مات) وليس بدائلها الألطف وقعا.
لا تبخل عليهم بتفاصيل الحدث التي يطلبوا سماعها منك.
عند الانتهاء اسألهم ان كان لديهم استفسارات وأجب عليها قدر استطاعتك

ردود الفعل المتوقعة من الأهل:

من المهم اعطاء الأفراد فرصة للتعبير عن مشاعرهم

حتى لو فضلوا السكوت، بقائك الى جانبهم بعض الوقت يعطيهم الشعور بالاطمئنان لوجود من يقف بجانبهم من الكادر الطبي.  
وقد يبدوا بعض التساؤلات بعد ذلك. 

وحسب ما يتناسب مع المجتمع، فتربيت الطبيب على كتف الرجل أوجلوس الطبيبة أوالممرضة بجانب السيدة أو احتضانها، من أهم ما يحتاجه الانسان في مثل هذه الأوقات. وتقييمك للشخصيات سيملي عليك التصرف الصحيح.

قد يشعر الأهل بالتقصير والذنب، وإشعارهم بأنهم قاموا بالخطوات الصحيحة تجاه المريض باحضاره للمستشفى والاهتماما به قد يعينهم في ذلك.

و كوننا مسلمسن والحمد لله فان التذكير بمشيئة الله سبحانه هي أول ما نلجأ اليه، والدعاء للميت وأهله كلمات دائما تغلف قلب       المؤمن وتعينه على الصبر خاصة في لحظات البلاء الأولى.

القاء اللوم على الكادر الطبي من ردود الفعل المتوقعة في بعض الحالات، فلا تدخل في نقاش حاد معهم في هذا الوقت، وكن       صبورا وأكد عليهم قيامكم بكل ما كان ممكنا للمريض.
هؤلاء عادة يعترفون بخطإهم بعد أن يهدؤوا، خطبهم جلل وعلينا التحلي بالحلم. تدخل المشرفين الاجتماعيين أو العلاقات العامة للمستشفى يفيد كثيرا في هذه الأوقات، لمساعدة الطبيب (المرهق) في التعامل مع الأوضاع الصعبة ولكل مستشفى خطة موضوعة لها.

مراجع المقال :
1. Death in the hospital: Breaking the bad news to the bereaved family
2. How to tell family members




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق