الأربعاء، 7 سبتمبر 2016

الترجمة واللغة العربية

شهدت ترجمة الكتب إلى اللغة العربية زيادة ملحوظة في العقود الماضية، وكما هو الحال في أي عمل محترف متقن على يد صانعه يُحوّل الى تجارة واسعة، فان ترجمة الكميات المهولة من الكتب في أسرع وقت ممكن لزيادة الانتاج والمكسب، أدى الى انخفاض جودة الكتب المترجمة من الناحية اللغوية.

المعلومات تصل الى القارئ نعم، لكن الأخطاء اللغوية، المتعددة في أنواعها، أيضا تصل إليه دون أن يلاحظ أنها خاطئة.
لقد ظهر لنا مدى حب الأجيال الجديدة للقراءة، ولا ننكر أن انتشار الكتب المترجمة ذات المواضيع الهامة والممتعة لشباب اليوم كان له دور كبير في هذه الصحوة الجميلة، ولكن بعض الكتب ذات اللغة العربية الرديئة تصعد جيلا يعتاد عليها ويستخدمها في كتاباته لأنه لا يرى أخطاءها وعيوبها. 

ما نتمناه هو الحفاظ على اللغة العربية بعد الترجمة والعودة الى الترجمة الصحيحة التي تنقل حضارة وليس فقط معلومات. أمر لا تستوفيه الترجمة الحرفية. ولكن التأني في ترجمة كل كتاب للتأكد من إيصال الأسلوب البلاغي قدر الإمكان والمجاز اللغوي ، بل وأيضا المشاعر التي يرسمها النص في اللغة الأصلية للكتاب والتي بها يؤثر على القارئ أتم تأثير.

د. سوزان الخضير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق