الثلاثاء، 1 مارس 2016

أخلاقيات الاقتباس وسرقة الأفكار Plagiarism


قد يعتقد الكثير بأن سرقة الأفكار لها قوانين محددة وواضحة، والحقيقة ليست كذلك. الأسود والأبيض في الموضوع قليل، أما معظم ما يحدث اليوم في مجال الكتابة والاقتباس من الآخرين يقع في الظل الرمادي الغير واضح، وتقرير ما إذا كان نص ما سرقة أو لا، محل نقاش. وعلى الكاتب أن يُحكّم ضميره عند اتخاذ قرار الاقتباس من الآخرين دون الحاجة لأخذ الإذن، وسنقوم بتفصيل ذلك لاحقا.

وقعت عيني على مقالة في الموضوع، فصل فيها الكاتب أنواع الاقتباس الممكنة والتي يقوم بها الكثير.

يقول جونوثان بيلي (كاتب):

"من أكثر الأسئلة التي أتلقاها هو أن يريني شخص ما نصا كتبه ويسألني إذا كان يعتبر سرقة فكرية أولا. والمشكلة هي أن الإجابة نادرا ما تكون واضحة قطعيا. بالنسبة للسرقة الفكرية، هناك ممارسات في الكتابة لا أخلاقية واضحة: مثل نسخ باب كامل من كتاب دون إذن من المؤلف أو حتى ذكر للمصدر. وهناك ممارسات سليمة تماما: مثل كتابة محتوى جديد مئة بالمئة.
ويوجد فراغ كبير بين الإثنين ملئ بالممارسات المختلفة، ومعرفة ما إذا كانت سليمة أو سرقة يعتمد على عدد يكاد أن يكون لا نهائيا من المتغيرات

من المهم ذكر أن "مجال" الكتابة له أثر كبير على موضوعنا، فعلى سبيل المثال، مجالا القانون والدين من المجالات التي لها أخلاقياتها الخاصة فيما يتعلق بالاقتباس وسرقة الأفكار.

أضيف أن الأخلاقيات التي نتوقعها تعتمد على الكاتب نفسه، فما أتوقعه من طالب في المدرسة يختلف كثيرا عما أتوقعه من باحث مختص.
مما يؤثر على حكمنا أيضا هو نظرتنا لحجم التّعدّي الذي حدث، فحكمنا على اقتباس شركة كبرى من عمل فنان مبتدئ يختلف عن حكمنا إذا انقلبت الآية.

يزيد المشكلة صعوبة عدم وجود "محكمة"، إن صح التعبير، للسرقة الفكرية يقوم بالحكم على كل مادة إن كانت تعتبر سرقة أم لا. فمع أن قضايا حقوق الطبع تتطرق لبعض نواحي السرقة الفكرية، إلا أن السرقة الفكرية ليست جريمة مقرّة.
الأماكن التي يمكن أن نعتبرها محكمة للسرقة الفكرية هي المجالس الأكاديمية والمنظمات الحكومية التي تحقق في الانتحال في البحث العلمي. هؤلاء عملهم يشمل نطاق محدد، ولعدم وجود جهة رئيسية تجمعهم فالأحكام قد تختلف بين الجامعات والمنشآت المختلفة.

باختصار، من المهم تحديد ما يعتبر سرقة فكرية وما يعتبر اقتباس سليم. ومن أجل ذلك علينا معرفة حدود أخلاقيات الاقتباس السليم، لكنها حدود يظهر أنها مرسومة على رمال دائمة الحركة.

وإليكم قائمة من الممارسات المستخدمة عند الاقتباس والتي عددها معلمي الكاتب روي كلارك على أنها كثيرا ما تعتبر سرقة فكرية (انتحال) وهو لا يرى أنها كذلك:

1-      الانتحال الذاتي: يرى كلارك أن الانتحال الذاتي (إعادة نشر أفكار المؤلف نفسه) مقبول طالما المؤلف على علم بذلك ولا يوجد أي خداع لأحد
2-      الكتابة بالترقيع: جمع فقرات (رُقع) من مصادر مختلفة مع ذكر المصادر، لا يُعتبر انتحالا ولكنه أسلوب سيئ للكتابة
3-      إعادة صياغة ضعيفة: وهذا يعتمد على نوع إعادة الصياغة، إذا كنت تقوم بإعادة صياغة عبارات فقط لتفادي الاقتباس فسيعتبر انتحال. تعريف إعادة الصياغة الصحيحة هو: إعادة كتابة نص ما بكلماتك وأسلوبك الخاص. لكن في معظم الحالات تستخدم إعادة الصياغة لإخفاء الانتحال والتأليف الضعيف
4-      تأليف جديد: إذا قمت بكتابة موضوع جديد مجردا من أي اقتباس، خاصة لو كان قصيرا (فقرة) فهو ليس انتحال. ولكن كلما طال الموضوع قلت احتمالية كونه جديدا.
5-      التلميح/ الإشارة: الإشارة الواضحة لعمل آخر ليس انتحالا. إنما يلجأ الكثير من المنتحلين لادعاء الإشارة للموضوع الآخر عندما يتم كشفهم
6-      النصوص النموذجية: (وهي النصوص التي تستخدم كثيرا في مجالات معينة مثل القانون والشركات والبرمجة ويعاد استخدامها دون أي تغيير)، الحكم صعب في هذه الحالة. فإعادة استخدام هذا النوع من النصوص في القانون ليس مساويا لإعادة استخدامها في رسالة علمية مثلا.
7-      الكاتب الخفي (الشبحي): وهو الذي يكتب لصالح شخص أو شركة مقابل ثمن ويبقى الكاتب وراء الكواليس. هذا موضوع شائك أيضا، لكن هناك فرق شاسع بين استئجار شخصية مشهورة لكاتب في كتابة المذكرات وبين كاتب صحفي يكتب خبرا.
8-      المجال: تختلف قوانين الانتحال في بعض المجالات مثل مجال القانون، والدين أيضا.
9-      العمل المشترك: من المتعارف عليه عمل فريق من الكتاب في كتابة مقالات للجرائد والكتب الدراسية مثلا، وعادة يتم ذكر جميع المشاركين في هذه المقالات. ولا يوجد سبب للقصور في ذلك. من الأمثلة إصرار جريدة على ذكر اسم كاتب واحد فقط تحت عنوان المقال وذلك غير مقبول ويقع تحت عنوان الانتحال.
10-  نسخ أو كتابة معلومات عامة: اذا كتبت مقالا تعيد فيه اكتشاف فكرة قديمة فلا يعتبر انتحالا، لكن يصعب أحيانا إثبات أن ما كتبته يعتبر مؤلفا جديدا.


في النهاية، لا أرى أن قائمة كلارك خاطئة، لكن المشكلة هي أننا لا نستطيع أن نقول عن أي منها أنها دائما إما سليمة أو انتحال، لأن الحكم على أي نص كما ذكرنا يعتمد على المتغيرات الكثيرة لكل حالة.
والخلاصة هي: لا توجد قواعد واضحة وصارمة توضح حدود الاقتباس والانتحال لكون كل نص مختلفا عن الآخر

يريد الكاتب بيلي بهذه المقالة، نشر ثقافة الاقتباس السليم والاهتمام بعدم سرقة أفكار الغير

فما هو الاستخدام العادل Fair use لأي نص؟ كما ذكرت سابقا، حكّم ضميرك عند الاقتباس

الاستخدام العادل لأي نص Fair use:
من موقع plagiarism.org

طريقة استخدامك للنص:
مجرد نسخك للنص لا يعتبراستخدام عادل، ولكن ان ترجمته وحللته وصغته بطريقة جديدة فذلك هو العدل

المقدار الذي تستخدمه:
كلما زاد المقدار الذي تأخذه من نص ما قل عدل استخدامك له. اسأل نفسك ما نسبة الاقتباس في مقالتي؟ وما النسبة التي آخذها من هذه المقالة؟ فكلما قل كان الاستخدام عادلا.

أثر استخدامك للنص:
اذا كانت مقالتك الجديدة تضر بأهمية المقالة التي اقتبست منها أو تبعد القراء عنها، أوان كنت تسبب ضررا ماديا للكاتب فلسنا بحاجة أن نقول أن ذلك ليس من الاستخدام العادل.
وكلما كان القارئ الذي تستهدفه مختلفا عن قُراء تلك المقالة كان أفضل حتى لا تكون منافسا للكاتب الآخر.

المقالة الأصلية
مترجمة بإذن من الكاتب




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق