الخميس، 21 يناير 2016

الصعوبات التي تواجهها حينما لا تكون اللغة الإنجليزية لغتك الأم- وعليك كتابة أبحاثك فيها

ترجمة مقال

من صفحة Biomed Central


في دراسة نشرناها الأسبوع الماضي، وجدنا أن الاستعانة بمحرر أو مكتب تحرير موثوق به يزيد من احتمالية قبول بحثك للنشر اذا لم تكن اللغة الإنجليزية لغتك الأم. في هذا المقال ننظر إلى الصعوبات التي يواجهها الباحثون، وما يمكن أن يقوم به الناشرون لمساعدتهم.

في الوسط الأكاديمي، التمكن من اللغة الإنجليزية يزداد أهمية كل يوم من أجل أن تُظهر نفسك ومن أجل قبول ورقتك (مقال أو بحث) ونشره في المجلات العالمية.
يواجه الباحثون باللغة الإنجليزية (وهي ليست لغتهم الأم) صعوبات عند كتابة مادة ما لتقديمها للمجلات العلمية الإنجليزية، وهذه الصعوبات مدونة ومعروفة وليست قليلة الأهمية. المشكلة ليست فقط في القدرة على الكتابة الجيدة، بل القدرة على مواكبة الدراسات ومتابعتها، وعلى تنفيذ دراسة بلغة ثم تدوين نتائجها بلغة أخرى، وإيجاد المجلة العلمية الصحيحة للنشر، وأيضا فهم التعليمات المفصلة التي تطلبها المجلة في المقالات المقدمة إليها، بالإضافة إلى التمكن من التواصل مع محرري المجلات وفهم الملاحظات التي يضعوها على البحث.
وإذا تم نشر المقالة، عليهم التفاعل مع القراء الذين يتركون تعليقات عليها، ومتابعة أثر المقالة عامة. جميع هذه الأمور تُخرج الباحث من منطقة الراحة التي يعرفها متمثلة بشبكته العلمية المحلية ولغته وثقافته الأم.

نظرة شخصية للمشكلة
تحدثنا إلى باحث من الصين عن تجربته الشخصية، وهو نائب مدير مستشفى للطب الصيني، وحديثه التالي تُرجم من اللغة الصينية:

" لقد أعطيت تعلم اللغة الإنجليزية الكثير من جهدي - أكثر من التعلم المعتاد، فقد كنت دقيقا بالنسبة للقواعد وعلامات الضبط ومواقع استخدام الخط المائل، وقمت بدراسة خاصة لموضوع كتابة الملخصات (للأبحاث)، يتضمن ذلك طريقة استخدام تصريفات الأفعال وصيغة المبني للمجهول.
عندما كنت طالبا، كنت قد بدأت ترجمة ملخصات المقالات العلمية لأجل مجلات عالمية. وعلى الرغم من ذلك، عندما بدأت في كتابة بحث طبيّ باللغة الإنجليزية، كانت اللغة مشكلة كبيرة بالنسبة لي. وذلك لأنها ليست لغتي الأم، ولم أتلقى تعليما طبيا خارج بلدي.
كانت المشكلات الأساسية التي واجهتها: (1) ضعف استخدام اللغة – عدم المقدرة على اختيار الكلمات/العبارات المناسبة لإيصال المعنى الذي قصدته للقارئ، والصعوبة في استخدام اللغة كما كنت أريد، تكرار الحاجة لإعادة كتابة فقرة أكثر من مرة، ومع ذلك عدم الشعور بالثقة بالنتيجة. (2) استخدام جمل متكلفة ومترفعة – وتكرار استعمال جمل وأساليب كثيرة الاستخدام. (3) استخدام عبارات طويلة جدا، خاصة الأوصاف، ومقاطع الجمل الوصفية (التي تربط بواسطة الفاصلة وتتسبب في طول الجملة الكاملة وصعوبة القراءة. وينتج عن ذلك جملا طويلة مليئة بمعلومات كثيرة جدا ومع ذلك غير واضحة المعنى.
وعندما يستخدم المحرر مصطلحات متخصصة في ملاحظاته التي يرسلها لي، قد يؤدي ذلك إلى فهم غير دقيق للمعنى وعدم فهم أيضا. وبذلك لا تنفذ ملاحظاته كما يجب"


ما الحلول الممكنة؟
من هذا المنطلق اتضح لنا أهمية قيام الناشرين والمجلات العلمية بمد يد العون للباحثين الذين لا يتحدثون اللغة الإنجليزية كلغة أم، والقيام بتوجيههم وتقديم خدمات من أجل تسهيل تجربة النشر التي عادة ما تكون صعبة.
ومن أمثلة ذلك، اننا في الصين نقدم ورش للكتابة، هدفها تحسين مهارات الكتابة العلمية للباحثين الصينيين واعطائهم فرصة التعامل والتناقش مع مؤلفين صينيين.
الورش مجانية ويقدمها كبار المحررين في BioMed Central المتقاعدين والذين اكتسبوا خبرة طويلة في تحكيم ونقد المقالات واتخاذ القرارات التحريرية. ويقومون بتقديم شرح لعملية النشر في مجلة علمية انجليزية، والخطوات التي يمر بها المؤلف (الباحث) من أجل نشر مقالته.

تقول ستيفاني هريمان، المحررة الطبية لدى شركتنا، والتي قدمت سلسلة من الورش حول الصين مؤخرا:
" أنصح المؤلفين أثناء هذه الورش، عندما يواجهون صعوبات في الكتابة باللغة الإنجليزية، أن يستخدموا مكتب أو محرر يقدم خدمات تحرير مثل Edanz، التي لديها شراكة مع BioMed Central.
وحتى عندما يكون الكاتب واثقا في مهاراته في الكتابة، فمن المفيد جدا أخذ المشورة من شخص لغته الأم هي الإنجليزية، حتى يقرأ المقالة أو الملخص فقط. أقدم لهم أيضا نصائح عامة – تفادوا الكتابة بأسلوب معقد (عند شرح عملية علمية معقدة، يفضل استخدام جملا قصيرة)، ومن المهم تذكر عدم سرقة الأفكار، حتى لو كانت الكتابة بلغة مختلفة أمر صعب."


ملاحظات المشاركين في هذه الورش تلمح إلى رغبتهم في الحصول على نصائح إضافية لكتابة الورقة العلمية.
وقد استجاب كل من BioMed Central and Springer لذلك بتوفير مصادر مجانية على الشبكة (الانترنت) عن كيفية كتابة ونشر مادة علمية (ورقة، مقالة، كتاب إلخ). ويغطي الدليل على الموقع جميع النواحي التي على الباحث التفكير فيها، بدءا بكيفية اختيار المجلة الملائمة (وتوجد أداة لاختيار المجلة)، وانتهاء بنصائح لغوية وكيفية الاستجابة للنقد والملاحظات من النظراء في المهنة.

ولتوفير هذه المعلومات لغير القارئين للغة الإنجليزية توجد ترجمات باللغات الصينية واليابانية والكورية (على الموقع). كما طورت Springer دورات تدريبية للمؤلفين والكتاب، وشرائط فيديو تعليمية (مع ترجمة للغتين الصينية واليابانية) للاستعمال المجاني. وتهتم الشركة في توفير هذه النشاطات مع المشاركين في برامج تعلم اللغة الإنجليزية كلغة ثانية ESL من خلال البوابات المحلية للموقع ومواقع التواصل الاجتماعي مثل Weibo and Twitter.


فوائد وصعوبات الاستعانة بمحرر أو مكتب تحرير
بالإضافة إلى توفير الموارد المذكورة، تنصح الشركة بمكاتب تحرير جيدة مثل Edanz، ليستفيد منها الباحثون الذين يحتاجون تحرير أبحاثهم من قبل أشخاص لغتهم الأم هي الإنجليزية ولديهم خبرة علمية أيضا.
ومما ينتشر بين العامة، أن متعلم اللغة الإنجليزية كلغة ثانية يجد صعوبة في إيجاد محرر جيد، وقد سألنا المؤلف المذكور آنفا ما لو استعان بمحرر لغوي وإذا أفاده فقال:

" بعد الانتهاء من المسودة الأولى، لم يسعني الوقت لمراجعتها بدقة، فحاولت تسريع العملية بالاستعانة بمكتب تحرير (سمعته ليست سيئة) لتحرير الورقة.  ولكن في النهاية حتى أنا لم أكن راضيا، وقد يكون ذلك لأن المحرر الذي قام بالعمل لم يكن على علم كاف بالمجال، أو لم يفهم أهدافي جيدا، أو لم يكن محترفا في عمله، والحقيقة لا يمكن معرفتها.
الورقة بعد التحرير لم تكن مفهومة، ولم تكن مفاجأة لي حين رفضت من قبل المجلة. واضطررت للعمل عليها كثيرا حتى وجدت قبولا من المجلة العلمية.
لذا، أنا لا أحتاج لمحرر، ومع ذلك أشعر أن المحررين المتمكنين والثقة قليلين وهذا أساس المشكلة"


أبحاثنا تقول أن الاستعانة بمحرر لغوي يساعد الباحث
في نظرنا، ارشاد الباحث إلى مكتب تحرير عالي الجودة، سيرفع جودة المقالات التي تقدم إلى مجلاتنا العلمية. وهذا أمر جيد بالنسبة للمؤلف (الباحث) والناشر ومحرر المجلة والقارئين الناقدين للمقالة، ومن الناحية النظرية الكل يستفيد.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق