الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

من هو الكاتب الخفي؟



الشبكة العنكبوتية "الانترنت" جعلت المعلومات الطبية والصحية متوفرة لكل من يبحث عنها، صغارا وكبارا، أطباء ومرضى.
والباحث عن المعلومة الصحيحة يعلم أن عليه أخذ المعلومة من مواقع طبية وعلمية وليس من مواقع التواصل والترفيه كالمنتديات والمدونات (إلا اذا كان مصدر المعلومات فيها موثوق به) كأن يكون المنتدى أو المدونة تابعا لطبيب معروف مثلا.

نأتي الآن الى نقطة هامة جدا للقارئ، وهي التجارة التي دخلت في جميع نواحي الحياة اليومية للفرد من الطعام الذي يحتاجه لغذائه الى الملابس والمستلزمات التي يقتنيها وأيضا الى الترفيه له ولعائلته. والأهم من ذلك المعلومات التي تصل إليه- والتي قد تخدم مبيعات لسلع أو حتى أدوية وعلاجات معينة.

دعوني أعرفكم على "الكاتب الخفي"-
هو كاتب يكتب لحساب شركة أو جهة ما ويتقاضى مقابلا لما يكتب بحيث تصبح كتاباته ملك لتلك الجهة ولا يذكر اسمه عليها. مثله مثل المؤلف الذي يبيع كتابه الى دار النشر ولا عيب في ذلك، إلا اذا كان الكاتب يغير حقائق علمية لخدمة الشركة أو ينمق أسلوبه بحيث يستدرج القارئ للوصول الى فكرة معينة تخدم تلك الجهة. وهذه اصبحت من أساليب الترويج للمبيعات، للأسف على حساب القارئ الذي يبحث عن مصلحته. يوجد أطباء يكتبون لصالح شركات ويروجون لها ولا ضرر في ذلك مادام الترويج في صالح المستهلك ولا يضره. ويوجد من هؤلاء الكتاب الخفيين من يتعدى الخط الأحمر ويحور المعلومات لخدمة الجهة التي يعمل لديها، وسأترك لكم الحكم هنا.

ولأصور لكم مدى انتشار الكتابة الطبية للترويج: نسبة كبيرة ممن يتواصلون معي لطلب ترجمة أو تحرير يتراجعون عندما أؤكد عليهم أني لا أتعامل مع أي كتابات تجارية أو ترويجية. وأعيد - العيب ليس في الترويج – انما الترويج في مجال الطب بالذات.

اذا ماذا يفعل القارئ والباحث عن معلومات موثوق منها:

للتسهيل:
-الموقع الطبي الموثوق به – أي الموقع الذي أسس لنشر الوعي الصحي فقط- يسرد المعلومات كاملة عن المرض والعلاجات الممكنة ويؤكد على ضرورة مراجعة طبيب للتشخيص الصحيح والعلاج.


-اذا شعرت أن الموقع الذي تقرأ منه –موقع طبي نعم- يستدرجك الى طريقة علاج معينة أو يكثر المديح لمزايا دواء معين، هنا عليك أن تتساءل اذا كان الموقع ممول من قبل شركة أدوية مثلا.


والمصادر الأفضل هي:

الكتاب دوما أفضل مرجع. لكننا نتحدث هنا عن البحث في الانترنت:

- اختر المواقع العلمية التابعة للجهات الحكومية (وزارة الصحة مثلا) والجامعات والمستشفيات المعروفة سواء في بلدك أو العالمية

- خذ معلومات من شركات الأدوية العالمية المعروفة (وابتعد عن اسماء شركات لم تسمع عنها ) عن الدواء وخصائصه وتعارضه مع علاجات أخرى إلخ، ولا تبدأ تتعاطي دواءا جديدا دون استشارة طبيب.

- ابحث عن طبيب تثق به وترتاح له واجعله طبيبك الدائم (طبيب عام أو باطنة أو طبيب عائلة) والطريقة الصحيحة هي انك تراجع طبيبك في كل ما يستجد عليك من أعراض وهوعادة يعالج ويقوم بفحوصات وعند الحاجة ينصحك بالذهاب الى طبيب مختص حسب الحالة.
وأضيف ملحوظة هامة: ليس من الضروري أن يكون طبيبك في أغلى العيادات أو أشهرها، قد يكون الطبيب الذي تحتاجه في المستشفى أو  المستوصف القريب من منزلك.

أخيرا
الحذر والوعي عند أخذ أي معلومات من الانترنت (خاصة ما يتعلق بصحتك)

أدام الله عليكم الصحة والعافية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق